الغرب ومهزلة العرب نظرة مجهرية عن قرب .....

ما سر تقدم الغرب وتخلف العرب ... سؤال يطرح نفسه بجدية في وقت وصل فيه العرب الى أدنى الدرجات على جميع الأصعدة والمجالات بما فيها السياسة والإقتصاد والجانب الاجتماعي .. وصاروا لعبة وبيادق يلعب بها الغرب ويحركها أينما شاء ... في حين يشهد الغرب نهضة وتقدما جنونيا على جميع المستويات ... فما الفرق بيننا وبينهم وما سر هذا الاختلاف ونتائجه ؟؟ تعيش المجتمعات الغربية مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة ويكفل القانون لجميع الفئات حقوقهم وواجباتهم فلا سيادة لغير القانون الذي يطبق على جميع الناس بدون إستثناء بل وصل الأمرفي مرات عديدة الى محاكمة رؤساء دول ووزراء وشخصيات هامة تم التفطن لخرقهم لقوانين في دولهم فتم الزج بهم في السجن وإزاحتهم من مناصبهم مثلهم مثل غيرهم من الناس العاديين ذلك أن المناصب الهامة في الغرب لاتحمي متقلديها من العقاب في حال خرقهم للقانون وتكفل حرية الصحافة والإعلام هذا الأمر فتجد الصحافيين يترصدون أصحاب المناصب والنفوذ ويسلطون الضوء بأقلامهم على أي تجاوز للسلطات أو خرق للقوانين .. فكم من وزير أو رئيس أو مسؤول أقيل أو أجبر على الإستقالة لتورطه في فضيحة مالية أو جنسية أو سياسية ... فالمسؤولية هناك تكليف وتنتهي بإنتهاء أمدها أو حدودها .. فلو إفترضنا مثلا أن وزيرا ارتكب مخالفة مرورية في الطريق لتمت معاقبته بنفس العقوبة التي تسلط على أي إنسان عادي .. والمسؤول يعيش حياته العادية بين الناس دون أي عقد أو نعال .. لماذا ؟ لأنه يحكم بالقانون .. وهذا القانون يطبق على جميع الناس سواسية ويضمن حقوقهم ويضبط ما لهم وما عليهم .. وتجد أغلب الناس عارفين ومدركين بعلوية القانون .. وفي مجال التربية والتعليم تجد المناهج متطورة ومواكبة للعصر وتقدم العلوم والتكنولوجيا فلا مجال لأن تجد نقصا في التجهيزات أو اكتضاضا في الأقسام أو نقصا في كفاءة المدرسين أو خللا على مستوى التسيير الإداري .. ينشأ الطفل هناك على حب العلم والمعرفة ويستعمل المدرسون وسائل بيداغوجية حديثة ترغب التلميذ في الدراسة ... كما أنه لا مجال لقمع التلميذ واضطهاده قالعقوبات البدنية محجرة وحقوقهم مضمونة ولا مجال لتهميشهم فهم يعاملون باحترام ويجاب على كل اسئلتهم مهما كانت ويدرسون كل العلوم فليس هناك محظورات أو " تابوهات " taboos فكل شيء قابل للطرح والنقاش والمعرفة على أسس علمية دقيقة ومدروسة ... فيتعلم الطفل أساليب الحوار والديمقراطية وينشأ على السلوك الحضاري وينهل من العلوم والمعارف الحديثة ويتربى على الخلق والإبتكار والإبداع ... كما تشجع حكوماتهم البحث العلمي وترصد ميزانيات ضخمة لذلك فميزانية النازا مثلا تعادل ميزانيات الدول العربية مجتمعة ... الحال في بلداننا العربية ؟؟ وعلى عكس الوضع في الدول الغربية المتقدمة يعيش العرب على الأطلال البائدة والأمجاد الضائعة ... وترى الناس في الجهل والضلالة يعمهون وفي وحل التخلف الفكري والحضاري يتمرغون ... فلا مساواة بين الأفراد ولا قانون يسود على جميع الناس بل يسلط هذا القانون على رقاب الناس الضعفاء ويستثني أصحاب المناصب والنفوذ وتعيش المرأة تهميشا وإقصاء كبيرين في مجتمع ذكوري تسوده النعرات الطائفية والقبلية والدينية والجنسية ويحكمه التعصب والجهل والفوضى ... وينشأ الناس على الخوف والكبت والحرمان فلا حريات مكفولة ولاحقوق مضمونة ولا قانون يسود بين جميع الناس فيتعطل التفكير ويتجمد الإبداع وترى الناس عاجزين عن إبداء آرائهم بكل حرية بل ويبررون المنطق باللامنطق ويميلون للشعوذة والدجل واللا معقول ويخلطون بين الأمور ويستندون على أفكارموروثة خرافية ليسوا مقتنعين بها في حواراتهم ونقاشاتهم ... ويمررون جهلهم لأطفالهم وهكذا دواليك .. غياب الديمقراطية والحريات هي السبب الرئيسي ؟؟ فمثلا هناك دولٌ تفتقر إلى أبسط مقومات المجتمع المدني وتغيب فيها الحريات الفردية ويمارس على الناشطين الحقوقيين شتى أصناف التنكيل والقمع وتنتشر فيها البطالة والرشوة والبروقراطية وتَهرب منها الأدمغة ويغامر فيها الشباب بحياتهم للهروب منها ... أيضا هناك دولٌ الحكم فيها وراثة حيث يتم تدول الحكم من فئة جاهلة ومستبدة تتلاعب بمصالح شعوبها الحيوية وتتاجر بقضايا الأمة وتركع أمام العدو أيا كان.... وفي دول أخرى يتم اقصاء نصف المجتمع وتهمش القضايا المصيرية واستبدالها بالقضايا التافهة والمصطنعة ... فكيف ثم كيف ثم كيف لها أن تتقدم وتتطور وتواكب سير التقدم والحضارة ؟؟؟ وشتان بين دولة تقدس العلم والعمل والشراكة الأنثوية ودولة تقدس الجهل والتخلف وتسعى وراء العهر الجنسي حيث يتم النظر إلى المرأة كونها ملذة جنسية واجب عليها طاعة الرجل .... هذه مقاربتي للأشياء واعذروني إن كنت قاسيا في حكمي إو متشائما في طرحي ... لكن ببساطة هذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها عسى أن نجد حلولا ناجعة وفعالة لهذه المشكلات
المجتمع العربي والأنحطاط المزري . نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين الموافق لتاريخ 27-2-2013 اذا ما نظرنا إلى المجتمع العربي نظرتا مجهرية فإننا سنجد ما يلي
 الشباب العربي : منغمس في مواقع التواصل الإجتماعي وكل همه قنص فتياة مكبوتات جنسيا ليتم ممارسة الحب الوهمي معهن وافراغ الملذات الخانقة التي تتغلب على الشباب والفتياة وهنا فأنا لا أضع اللوم على الشاب والفتاة نعم ان الجنس أمر طبيعي ومطلوب بإلحاح لاكن بما أننا نعيش في مجتمع مستبد وجبان ومعقد سياسيا ودينيا وعرقيا وطائفيا والفقر ينصب أشرعته في كل منزل عربي إلا ما رحم ربي من دول الخليج فلا أجد لوما لما يحصل حاليا في هذا المجتمع الوهمي للإنترنت . أما دول الخليج فهم لا يحتاجون إلى هذا العالم الوهمي نعم لأنهم أصلا ينعمون بنعمة اسرفو فيها واستخدموها في ما يغضب الله عامة فهم يشترون الفتياة تحت مئات المسميات منها تأخذ طابعا دينيا مثل سترة الفتاة او هداية الفتاة النصرانية ....الخ ايضا فهم يبيعون النفط الى أعداء الأمة  ليتم تحويل هذا النفط الى اسلحة يقتل بها الشعب العربي وهنا أيضا فأنا لا ألوم دول الخليج لأن الغرب اذا لم يشتري النفط منهم وفقا للسعر الذي يحدده هو فإنه سيحتل تلك البلاد ليسرق خيراتها وكما نعلم فإن دول الخليج دول جبانة بالمطلق وشعبها خنيع ذليل للملذات الدنيوية والشهوات الجنسية    والقصائد الشعرية الغوغائية
  التخلف العلمي والثورة التكنلوجية الغربية الهائلة : من الواضح جدا بأننا أصبحنا عبيدا لآلهة التكنلوجيا الغربية بل وأصبح الغرب مطلع على كافة خصوصياتنا التي تم استباحتها بموافقتنا الشخصية بسبب تخلفنا العلمي فمن منا لا يملك هاتفا نقالا (مبايل) ومن منا لا يملك حاسوب (كمبيوتر) ومن منا لم يقم بتثبيت برامج تقدم خدمات التواصل المجانية مثل برنامج (viber) و(Phonebook) و ....الخ لنفكر قليلا لماذا تقدم لنا هذه الشركات العملاقة مثل هكذا برامج مجانا ؟!
 للأسف عقولنا الحجرية لا تقبل أصلا مجرد التفكير بمثل هكذا أمور لأن هذا التفكير بنظر مجتمعنا العربي هو انطباع لفكر متخلف! وللعلم بالشيئ ليس إلا هناك برامج وأجهزة يتم تشغيل خواصها التجسسية حتى لو كانت مغلقة وبدون بطارية لأن كل مبايل  مثلا يحتوي على بطارية صغيرة تعمل على تخزين الوقت والتاريخ وبواسطة هذه البطارية وبالتعاون مع برنامج تجسسي خفيف ومجاني معين يمكن للغرب أن يحصل على أي معلومة يرغب بها حتى أنه يستطيع تحديد مكان تواجدنا بسرعة ودقة فائقة !
الأمن والأمان والقومية العربية والتاريخ العربي المزيف : لكم طربنا لسماع شعارات وقصائد تتحدث عن القومية العربية والتاريخ الباهر للعرب والإنتماء للأرض لاكن للأسف كل هذه الشعارات هي أوهام رسمها لنا جلالة الملوك والأمراء والرؤساء لنتغنى بها بدلا من التفكير في بناء مستقبل عصري ووردي مميز
 أما الحكم في بلادنا : فهو ارث شرعي لطبقة حاكة معينة فها هو الملك والأمير يرث حكم البلاد جيلا بعد جيل وحاكم آخر(رئيس) يجلس على الكرسي ولا يتركه إلى بمقتله أو دونه مقتل الشعب كله فلا مشكلة فالسلطة عمياء النظر
أما شيوخنا وعلمائنا : فحدث ولا حرج فهم علماء وشيوخ  بارعون في صف الكلام وتجيره وفقا لما يناسب ولاة أمرهم ! ولعمري لم اجد لاشيخا أو عالما يدعو بدعواه للخير إنما شيوخ وعلماء وفقهاء  ترسم لنا معالم الحروب المستقبلية المصطنع في بلادنا سواء حروب اسلامية مسيحية او عربية غربية او سنية شيعية
 للأسف هذا حال الأمة .  السني ضد الشيعي والشيعي ضد السني والسني ضد السني والشيعي ضد الشيعي والمسيحي ضد المسيحي والنصراني ضد الإاسلامي والإاسلامي ضد النصراني وكلٌ يغني طربا على ليلاه .
الرأي القمعي والمفروض : الحاكم ؟! ممنوع على عامة الشعب أن يتداولو او يتناقشو في أمور ومقررات مصيرية يطلقها الحاكم على اعتبار ان الحاكم أعلم منهم بمصيرهم !!!!!
الفقيه العالم الشيخ : ممنوع منعا عاما بل والويل والثبور لمن يناقش أو يجادل فقيها في قضية ما أو فتوى ما على اعتبار بأن هذا الفقيه يملك عقلا ربانيا وعامة الشعب تملك عقولا حيوانية !!!
 تفاصيل مؤلمة : ولاكن لا مشكلة لأن أجسامنا وقلوبنا لا تشعر ولا تتألم أحداث حدثت ليست ببعيدة عن العام المنصرم 2013
1- الحرب في أفغانستان التي بدأت في 7 أكتوبر 2001 من الجيش الأمريكي حيث أطلق عليها اسم(عملية الحرية المستديمة) والجيش البريطاني (عملية هرك) ..شنت هذه الحرب كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر وفقا لمزاعم الغرب .
2- الغزو الأمريكي للعراق أو حرب الخليج الثالثة (حرب العراق أو احتلال العراق أو حرب تحرير العراق أو عملية حرية العراق) هذه بعض من أسماء كثيرة أستعملت لوصف العمليات العسكرية التي وقعت في العراق سنة 2003 والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول مثل بريطانيا واستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا
3 - حرب تموز (حسب التسمية الشائعة في لبنان) أو حرب لبنان الثانية (حسب التسمية الإسرائيلية) والتي تسمى في بعض وسائل الإعلام العربية "الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006
4 - العدوان الإسرائيلي على غزة والتي اطلق عليها العدو الاسرائيلي اسم (عملية الرصاص المسكوب) والتي بدأت بتاريخ 27 ديسمبر 2008 وانتهت بتاريخ 18 يناير 2009 علما بأن حتى هذه الساعة وفلسطين كلها بما فيها غزة تخضع لسلطة الإحتلال الاسرائيلي
 بالله عليكم ايها العرب ايها الملوك أيها الحكام  أيها الفقهاء أيها العلماء ماذا قدمتم لهذه الأمة وفقا للأحداث المؤسفة والمشكوك بمصداقيتها بل وماذا جلبتم لنا ؟ نعم لقد جلبتم لنا الخزي والعار والتآمر على الشعب العربي وعلى المسلمين وعلى المسيحين وعلى جميع الأديان والملل والطوائف والمجتمعات حفاظا على عروشكم ومماليككم وقصوركم ويبقى المواطن العربي سليب الحرية والفكر الثقافي والعلمي وسنبقى كذالك الى ما شاء الله
 وما هي أخبار القنوات الإعلامية : !!!!!!!!!!! الإعلام كله مسيس وتوجيهي وتعبوي فلا حديث في مثل هكذا مهزلة لأننا أصلا لن نستطيع فعل شيئ فنحن بنظرهم هامش مسير ليس بمخير نصدق كل ما ينشر وكل ما يقال ونتفاعل مع الأحداث بقلوبنا ومشاعرنا عوضا بأن نحكم عقولنا ونحتكم لشريعتنا السمحاء التي حولها الإعلام إلى سياط يضرب به كل من يخالف توجهات تلك القنوات الإعلامية دعونا في أحلامنا وتاريخنا القديم ننعم ونتغنى بتاريخ لن يعود أبدى